Sunday, March 16, 2008

هدية هدى




منذ قليل وأنا جالس فوق سطح منزلي، كعادتي دائماً حينما أسهر حتي ساعات متأخره من الليل،
أحب أن أقضي ساعات الصباح الأولي مع مساحه أرحب من السماء، فألجاء الي السطح.
غالباً ما اتأمل حركة الطيور التي تأتي من أعشاشها فوق شجر الشوارع بالمدينة، مروراً بمنطقتي التي تقع علي أقرب أطراف المدينة، ذاهبتاً الي الحقول في الغرب، كما المحها عائدة مع الغروب الي الشرق، ولكن ساعات الصباح هي التي تجذب اهتمامي أكثر للتأمل.
كما زتأمل حركات وأصوات كائنات أخري تستيقظ مع الصباح، وأخري تنام، كآئنات طليقة مثل الطيور وقطط وكلاب الشوارع والفئران، وكآئنتات حبيسة كالطيور الداجنة والدواب.
وكآئنات أخري تتحرك خلف الشبابيك،
بالرغم من شغفي بالصورة إلا ان حاسة السمع هي من تستمتع أكثر في تلك الأثناء
حيث يجذبني من جهة لأخري ما يرنو الي أذني من أصوات، قطة تموء هنا وديكٌ يصيح هماك وعصفور يغرد أثناء طيرانه، فيتجسد الفضاء المحيط بأصوات مجسمة الأبعاد، تعطي لذهني صورة صوتية أعمق بكثير مما هو مرئي.
وإذ بصوت شباك يغلق يسحب أذني التي كانت منصته الي كل الأرجاء، كما يسحب مقلتي التان تدربتا علي سرعة الالتفات من خلال ممارستي التصوير الفوتوغرافي الدائمة.
فألمح ضلفة الشباك قبل لحظة الغلق الأخيرة، وألمح ان من يغلقها كان يرقبني دن استطاعتي لتميزه.
شباك يعلو سطح منزلي بطابقين أو ثلاث ويبعد حوالي خمس مساكن، شباك زجاجي دون شيش خلفه ستآئر صفراء.
بعد قليل ألحظ حركة الستآئر خلف الشباك وكأن الكائن هناك مازال يرقبني، بين الحين والآخر، أدير عيني في اتجاهة لألحظ الستآئر تغلق من جديد، حين يقع نظري عليها، كلما استدرت ناحيتها تغلق مجددا
إستفذتني حتي أخذت اراقب مراقبتي، لازالت الستائر تفتح وتغلق كل حين، دون استطاعتي لتمييز من خلفها بسبب ضوء الشمس المتزايد، فلا يمكنني من استيضاح ما يجري خلف زجاج الشباك.
طرأت الي زهني فكرة ان اجعل من يراقبني يعرف اني اعرف انه يراقبني وقد كنت سابقاً أحاول الا أجعله يلحظ اني اراقبه أيضاً.
ًفأقتبلت الشباك وركزت بصري عليه، مازالت الستآئر تتحرك كل برهه، فأخذت أعد ، واحد اثنان ثلا ث أربع خمس، وحتي خمسة عشر، كل خمسة عشر عدة تتحرك الستائر من جديد.
يالي من أحمق، المروحة الدوارة تهز الستآئر كلما أتمت دوره، فقد كان يوم صيفي حار.
كسرت مطفأة السجاير التي أهدتني اياها هدي منذ عدة سنوات في عيد ميلادي، كسرتها عن دون قصد وانا ازيحها جانباً لأكتب هذه القصة

حمدي رضا
٧/٧/٢٠٠٧

1 Comments:

Anonymous Anonymous said...

Absolutely wonderful and very creative.

Love,

Noor

3:02 AM  

Post a Comment

<< Home