Saturday, September 23, 2006

قطعة لحم أخضر


يمشي حذرا ً على فرعها مخافة السقوط ... تَنتظمُ خطواته مع تمايل الفرع
ثبات ... ثم يميل الفرع لأسفل ... ينزلق عليه و يهوى دون أن يرتطم بالأرض
و فجأة يجد نفسه داخل مجال مختلف !.. يضيق به العالم و يظلم
و كأن الأرض إبتلعته دون شعوره بكيفية إبتلاعها اياه ... تراب كثيف ...
مياهٌ غزيره تغمر أرجاء الكيان المحيط.
تُكتم أنفاسه تماماً ... نسى أن له عينان لم يعد يرى بهما شيئاً...
عتمة و سواد يملآن خارجه ، ولا يدري ما يدور بداخله.
بعد مرور وقت ليس بالكثير يفيقُ من المفاجأة التي باغتته ...
يستشعر حوله بعض الألياف ... تزداد شيئاً فشيئا ...
تلتف من حوله و تحيط به من كل إتجاه و تُشعره بكيانه ... تمدُه بالحياة و بوجوده. يتحسس أطرافه و يحاول جاهداً إدراك ما يطرأ عليه من تغيرات ... أليافٌ كثيفه تحيطه و تحنو عليه ، تضمه بقوه ، تحميه و تُرهبه في نفس الوقت !!... يبحث عن مصدرها ليكتشف أنها تنبت من جسده تجذبه لأسفل ليغوص و يغوص و يزداد به العمق.

كان السطح قريباً منه ... أدرك الآن بُعده بعدما بعدت أصوات الحياة الخارجيه... لم يُصم فمازال يسمع صوت دقات قلبه.
برودة شديدة ... يتغلب عليها بدفء شعوره بالحياة ...
يجذب الألياف و يحاول دفعها لأسفل ليشق طريقه لأعلى وما تلبث هى أن تساعده ... تدفع بنفسها لأسفل أثناء تمددها السريع لترفعه هو لأعلى و بقوة.
شدة الرطوبه أذابت جمجمته و مع شدة الدفع وكأنه فى رحم إمرأه أتاها المخاض ... تنفجر رأسه ليمر من خلالها بكيانه الذى قد ضاق به الكيان المحيط
لينطلق بسرعة.
و يُقذف به خارج الأرض ... كياناً جديداً ... قطعةٌ من اللحم الأخضر.
حمدي رضا – سبتمبر 2002

1 Comments:

Anonymous Anonymous said...

ياريتني كنت بذرة.. تنشق يخرج منها فرع اخضر.. يطير كما العصفور.. تموت حاجات فيها.. مش مهم..
المهم الحاجات اللي هاتعيش في النور..!ـ

تصدق وحشني كلامك يا فنان!!ـ

5:02 AM  

Post a Comment

<< Home