Saturday, March 18, 2006

همجى


هكذا هو كما يبدو فى طبقته الوسطى
التى لا يراها إلا من تعدى مرحلة القشرة
الزجاجية اللدنه العاكسة
لا تُكسر...
فليست بلورية كالزجاج، فى غير صلابة.
لا تبوحُ بما تحتويه
ولا تبخل على من يُريد تخطيها إلى الداخل.
ليس مهتمٌ بما يقف خارجها
ولا من تعداها...
فهي... لا شئ.
يَقفُ لحظات إعجاب لمن يواجه الدوامة.
دوامة ليست تتوقف عن حركتها اللولبية
الشديدة القوة ، المُذيبة .
فما يقاومها يُكسر،
وما يجاريها يتوحد معها ويزيد من توغلها وتغلغلها فى ذلك الكيان الواهى ، الغير متجانس .

كل ما يسمح بكينونته هو تلك الحركة الدائرية الغير منتهية.
ولكن سرعان ما يذوب هذا الإعجاب مع ذوبان المواجه فى الدوامة.
فقد أصبح من نفس النسيج الهمجى الغير متغير،
الممل،
الشديد الملل،
المُصيب بالإحباط، فحركته دائمة لا تتوقف و بلا نهاية،
جوفاء،
خالية من المعنى، ولا قيمةََ لها إلا تغليف هذا التجويف الغامض
الخالى من أن نُعّرفَهُ أو نَعرِفه.

لا يبالى بمن يفتته الإعصار، فهو هشيم هش، ليس لديه من الثقل ما يكفى.
سكون ..
عتمة ..
لا وزن ..
أبعاد ٌ غير مُدركة ..
سماع للا صوت ..
رؤية للا منظور .. رائحة لا يستطيع تمييزها ،
بل يصعب تمييز كونها رائحة،
أقرب ما يشابهها فى عالمنا :
رائحة الشوارع بعد المطر الغزير ...
رطوبة بدون ماء .. برودة دافئة ..
نَسيمٌ أخف من أن يكون هواء،... ليس هواءً وفي الوقت ذاته هو ليس فراغ .
إحساسٌ قوىٌ جداً... بالا شئ ...

لكنه كيان
فلولا كينونته ما كان هذا الإحساس الغريب،
وهو فى انتظار هذا الكائن العجيب القادر على الصمود للإعصار و تخطيه
إلى داخلِ هذا التجويف العجيب ليهيمن على كل ما فيه من لا شئ عادى

سديمٌ غير مكتمل ..
ثقبٌ أسود ..
وليس الأسود لون ..
بل هو اللا لون و يحوى كل الألوان الغير مرئى الذى لا يعكس الأضواء لاحتوائه إياها ....

0 Comments:

Post a Comment

<< Home